[مقدّمة]
كتاب الأدوار لصفيّ الدين عبد المؤمن بن يوسف أبي المفاخر الأرموي البغدادي المتوفّي سنة 693 هـ
أمّا بعد، فقد أمرني من يجب عليّ امتثال أوامره والتيمّن بالسّعي في مرامي خواطره، وهو مولانا ملك الفضلاء، ومفخر النبلاء وسلطان العلماء وتاج الوزراء وفريد دهره وقريع زمانه ووحيد وقته الخواجة نصير الملّة والحقّ والدّين كهف اللّاجئين وقبلة القاصدين، محمّد الطّوسي أعلا اللّه شأنه فأنار في سائر الآفاق برهانه، أن أضع له مختصرا في معرفة النّغم ونسب أبعاده وأدواره، وأدوار الإيقاع وأنواعه، على نهج يفيد العلم والعمل، فبادرت إلى ما أمر به ممتثلا، وبيّنت، ممّا سنح للخاطر فيه، ما إذا أمعن النّاظر فيه انكشف له ما لم يتفطّن إليه الأكثر ممّن أفنى جلّ زمانه في هذه الصّناعة.
وجعلت مداره أوّلا على وتر واحد لئلّا يتعذّر على المبتدئ استخراجه، وذلك لأنّ الأصعب على من يروم المباشرة عملا هو اصطحاب الأوتار، والوتر الواحد لا يفتقر إلى اصطحاب، إذ الاصطحاب هو نسبة مطلق وتر إلى آخر.
ورتّبته خمسة عشر فصلا :
الفصل الأوّل : في تعريف النّغم وبيان الحدّة والثّقل
الفصل الثّاني : في تقسيم الدساتين
الفصل الثّالث : في نسب الأبعاد
الفصل الرّابع : في الأسباب الموجبة للتّنافر
الفصل الخامس : في التّأليف الملائم
الفصل السّادس : في الأدوار ونسبها
الفصل السّابع : في حكم الوترين
الفصل الثّامن : في تسوية أوتار العود واستخراج الأدوار منه
الفصل التّاسع : في أسماء الأدوار المشهورة
الفصل العاشر : في تشارك نغم الأدوار
الفصل الحادي عشر : في طبقات الأدوار
الفصل الثّاني عشر : في الاصطحاب الغير المعهود
الفصل الثّالث عشر : في أدوار الإيقاع
الفصل الرّابع عشر : في تأثير النّغم
الفصل الخامس عشر : في مباشرة العمل
الفصل الأوّل : فِي تَعْرِيفِ النَّغَمِ وَبَيَانِ الحِدَّةِ وَالثِّقَلِ
النَّغْمَةُ صَوْتٌ لَابِثٌ زَمَانًا عَلَى حَدٍّ مِنَ الحدّة والثّقل، محنون إليه بالطّبع، ولكلّ نغمة نظير من الحدّة والثّقل.
ولا يقال للنّغمة إنّها ثقيلة أو حادّة إلّا بالنّسبة إلى أخرى، فإنّ النّغمة المسموعة من نصف الوتر حادّة بالنّسبة إلى النّغمة المسموعة من مطلقه، ثقيلة بالنّسبة إلى المسموعة من ربعه، وكذلك النّغمة المسموعة من الرّبع حادّة بالنّسبة إلى النّغمة المسموعة من نصفه، ثقيلة بالنّسبة إلى النّغمة المسموعة من الثّمن.
ولكلّ واحدة من هذه النّغمات الأربع نظيرة بعضها لبعض، وتقوم كلّ واحدة منها مقام الأخرى في التّأليف.
وللثّقل والحدّة أسباب، فأسباب الثّقل طول الوتر وغلظه وإرخاؤه، وسعة الثّقب في الآلات ذوات النّفخ وبعدها من فم النّافخ، وأسباب الحدّة ما يقابل ذلك، كقصر الوتر ودقّته وتزييده، وضيق الثّقب وقربها من فم النّافخ.
الفصل الثاني : فِي أَقْسَامِ الدَّسَاتِينِ
الدَّسَاتِينُ هِيَ عَلَامَاتٌ تُوضَعُ عَلَى سَوَاعِدِ الآلَاتِ ذَوَاتِ الأَوْتَارِ عَلَى نِسَبٍ مَخْصُوصَةٍ لِيُسْتَدَلَّ بِهَا عَلَى مَخَارِجِ النَّغَمِ مِنْ أَجْزَاءِ الوَتَرِ. وَالنَّغَمَاتُ الَّتِي عَلَيْهَا مَدَارُ الأَلْحَانِ سَبْعُ عَشَرَةَ نَغْمَةٍ، مَوْجُودَةٌ فِي وَتَرٍ وَاحِدِ.
-
فَلْنُقَسِّمْ وَتَرَ ا-م بِقِسْمَينِ مُتَسَاوِيَيْنِ عَلَى نُقْطَةٍ، وَنُعَلِّمَ عَلَيْهَا يح وَلْيَكُنْ جَانِبُ المُشْطِ م وَجَانِبُ الأَنْفِ ا
-
ثُمَّ نُقَسِّمُ الوَتَرَ ثَلَاثَةَ أَقْسَامٍ وَنُعَلِّمَ عَلَى نِهَايَةِ القِسْمِ الأَوَّلِ مِنْهُ يا، وَهْوَ القِسْمُ الوَاقِعُ فِي الطَّرَفِ الأَثْقَلِ، جِهَة الأَنْف
-
ثُمَّ نُقَسِّمُ الوَتَرَ أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ وَنُعَلِّمَ عَلَى نِهَايَةِ القِسْمِ الأَوَّلِ مِنْهُ ح
-
ثُمَّ نُقَسِّمُ ح-م أَرْبَعَةَ أَقْسَامِ وَنُعَلِّمَ عَلَى نِهَايَةِ القِسْمِ الأَوَّلِ مِنْهُ يه
-
ثُمَّ نُقَسِّمُ الوَتَرَ تِسْعَةَ أَقْسَامٍ وَنُعَلِّمُ عَلَى نِهَايَةِ القِسْمِ الأَوَّلِ مِنْهُ د
-
ثُمَّ نُقَسِّمُ د-م تِسْعَةَ أَقْسَامٍ وَنُعَلِّمُ عَلَى نِهَايَةِ القِسْمِ الأَوَّلِ مِنْهُ ز
-
ثُمَّ نُقَسِّمُ ح-م ثَمَانِيَةَ أَقْسَامٍ وَنُضِيفُ إِلَى الأَقْسَامِ قِسْمًا آخَرَ مِنْ جَانِبِ الثِّقَلِ وَنُعَلِّمُ عَلَى نِهَايَتِهِ هـ
-
ثُمَّ نُقَسِّمُ هـ-م ثَمَانِيَةَ أَقْسَامٍ وَنُضِيفُ إِلَيْهَا مِنْ جَانِبِ الثِّقَلِ قِسْمًا آخَرَ وَنُعَلِّمَ عَلَى نِهَايَتِهِ ب
-
ثُمَّ نُقَسِّمُ ب-م ثَلَاثَةَ أَقْسَامٍ وَنُعَلِّمَ عَلَى نِهَايَةِ القِسْمِ الأَوَّلِ مِنْهُ يب
-
ثُمَّ نُقَسِّمُ ب-م أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ وَنُعَلِّمَ عَلَى نِهَايَةِ القِسْمِ الأَوَّلِ مِنْهُ ط
-
ثُمَّ نُقَسِّمُ ط-م أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ وَنُعَلِّمَ عَلَى نِهَايَةِ القِسْمِ الأَوَّلِ مِنْهُ يو
-
ثُمَّ نُقَسِّمُ يو-م قِسْمَيْنِ مُتَسَاوِيَيْنِ وَنُضِيفُ إِلَيْهَا قِسْمًا آخَرَ مُسَاوِيًا لِأَحَدِ القِسْمَيْنِ مِنْ جَانِبِ الثِّقَلِ وَنُعَلِّمَ عَلَى نِهَايَتِهِ و
-
ثُمَّ نُقَسِّمُ و-م ثَمَانِيَةَ أَقْسَامٍ وَنُضِيفُ إِلَى الأَقْسَامِ قِسْمًا آخَرَ وَنُعَلِّمَ عَلَى نِهَايَتِهِ جـ
-
ثُمَّ نُقَسِّمُ جـ-م أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ وَنُعَلِّمَ عَلَى نِهَايَةِ القِسْمِ الأَوَّلِ مِنْهُ ى
-
ثُمَّ نُقَسِّمُ ي-م أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ وَنُعَلِّمَ عَلَى نِهَايَةِ القِسْمِ الأَوَّلِ مِنْهُ يز
-
ثُمَّ نُقَسِّمُ و-م أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ وَنُعَلِّمَ عَلَى نِهَايَةِ القِسْمِ الأَوَّلِ مِنْهُ يحـ
-
ثُمَّ نُقَسِّمُ ز-م أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ وَنُعَلِّمُ عَلَى نِهَايَةِ القِسْمِ الأَوَّلِ مِنْهُ يد
فَهَذِهِ سَائِرُ أَمْكِنَةِ الدَّسَاتِينِ بِأَسْرِهَا، وَهَذَا الوَتَرُ وَقِسْمَتُهُ :
فَإِنْ قَسَّمْنَا يح-م مَا بَقِيَ مِنَ الْوَتَرِ بِنِصْفَيْنِ مُتَسَاوِيَيْنِ وَعَلَّمْنَا عَلَيْهِ له وَقَسَّمْنَا مَا بَيْنَ يح-له كَمَا قَسَّمْنَا مَا بَيْنَ ا-يح حَصُلَ لِكُلِّ نَغْمَةٍ مِنَ النَّغَمَاتِ نَظِيرٌ فِي الحِدَّةِ.
فَأَمَّا نَغْمَةُ ا فَحِدَّتُهَا كَمَا عَلِمْتَ يح إِذْ نَغْمَةُ مُنْتَصَفِ كُلِّ وَتَرٍ هِيَ حِدَّةُ نَغْمَةِ مُطْلَقِهِ فَحِينَئِذٍ تَكُونُ نَغْمَةُ الجُزْءِ الثَّانِي مِنَ النِّصْفِ الثَّانِي حِدَّةُ نَغْمَةِ الجُزْءِ الثَّانِي مِنَ النِّصْفِ الأَوَّلِ، التِي هِيَ نَغْمَةُ ب، وَالثَّالِثُ لِلثَّالِثِ، وَالرَّابِعُ لِلرَّابِعِ، وَكَذَلِكَ البَوَاقِي.
فَلْنَضَعْ لِذَلِكَ جَدْوَلًا (مِثَالًا) وَنُعَلِّمَ عَلَى النَّغَمَاتِ الحَوَادِّ كَمَا عَلَّمْنَا عَلَى النَّغَمَاتِ الثِّقَالِ، وَهَذِهِ هِيَ النَّغَمُ وَحَوَادُّهَا : ا يح، ب يط، ج ك، د كا، ه كب، و كج، ز كد، ح كه، ط كو، ي كز، يا كح، يب كط، يجـ ل، يد، لا، يه لب، يو لج، يز لد، يح له.
الفصل الثالث : فِي نِسَبِ الأَبْعَادِ
الفصل الرابع : فِي الأَسْبَابِ الُموجِبَةِ لِلتَّنَافُرِ
الفصل الخامس : فِي التَّألِيفِ الُملَائِمِ
الفصل السادس : فِي الأَدْوَارِ وَنِسَبِهَا
الفصل السابع : فِي حُكْمِ الوَتَرَيْنِ
الفصل الثامن : فِي تَسْوِيَةِ أَوْتَارِ العُودِ وَاسْتِخْرَاجِ الأَدْوَارِ مِنْهُ
الفصل التاسع : فِي الأَدْوَارِ المَشْهُورَةِ
الفصل العاشر : فِي تَشَارُكِ نَغَمِ الأَدْوَارِ
الفصل الحادي عشر : فِي طَبَقَاتِ الأَدْوَارِ
الفصل الثاني عشر : فِي الاصْطِحَابِ الغَيْرِ الَمعْهُودِ
الفصل الثالث عشر : فِي أَدْوَارِ الِإيقَاعِ
الفصل الرابع عشر : فِي تَأْثِيرِ النَّغَمِ
الفصل الخامس عشر : فِي مُبَاشَرَةِ العَمَلِ
الفهارس
فهرست شلواح 1979: [222]
فهرست شلواح 2004: [102]
مراجع بيبليوغرافيّة
-
صفي الدّين
الأرموي
،
هاشم محمّد
رجب
(تحقيق)
: كتاب الأدوار،
دار الرشيد للنشر ،
1980.
-
صفي الدّين
الأرموي
،
غطاس عبد الملك
خشبة
(تحقيق)
: كتاب الأدوار في الموسيقى،
الهيئة المصريّة العامّة للكتاب ،
1986.
-
أويون
رايت
: A Preliminary Version of the "kitāb al-Adwār"،
None ،
1995.
-
مجهول 61
،
أنس
غراب
(تحقيق وترجمة)
: Commentaire anonyme du Kitāb al-adwār : édition critique, traduction et présentation des lectures arabes de l'œuvre de Ṣafī al-Dīn al-Urmawī،
Université Paris-Sorbonne ،
2009.